ويمكن بحث تاريخ اللهجة الأردنية عبر ربطها بالواقع السياسي والاجتماعي في المنطقة العربية..
في العهد العثماني
يمكن تقسيم اللهجة في ذلك الوقت إلى ثلاثة أقسام
- اللهجة المدنية: وهي مشابهة تماما للهجة أهالي دمشق ونابلس وكان يتحدث بها أهالي مدن عمّان واربد من الشركس والشوام ومن عاش معهم كما يتحدث بها بعض اهالي جرش ومعان والكرك، وكل ذلك نتيجة انعزالهم عن محيطهم البدوي أو الفلاحي..
- اللهجة الفلاحية أو الريفية ويتحدث بها اهالي قرى إربد وعجلون وجرش، كما يتحدث بها فلاحو مأدبا وعمان والكرك والشوبك والطفيلة، مع وجود اختلافات في أسلوب النطق، ولكن يمكن اعتبار كل من يقول كنت بضم الكاف ولا يفتح آخر صيغة النسبة (السياسية الاقتصادية الاجتماعية) بمعنى يقول سياسيي اقتصاديي هو ينتسب لهذه اللهجة.
المتحدثون بهذه اللهجة يلفظون القاف كالجيم المصرية وان كانت مفخمة في الشمال والوسط ومرققة في الجنوب، ويوجد بعض العائلات في الجنوب وفي الأزرق يطغى على لهجتها القاف بلفظها الأصلي، وهناك بعض الكلمات تقلب فيها الذال زايا، والظاء زاء.
- اللهجات البدوية ويمكن حصرها بلهجة الحويطات ولهجة بني حميدة ولهجة بدو الكرك ولهجة الصخور ولهجة العدوان ولهجة العبابيد ولهجة بني حسن، ولهجة بدو الغور، والسلط ولكل من هذه القبائل لهجتها التي تتميز بها..
- اللهجة العقباوية التي هي خليط بين المصري والحجازي والغزاوي، ولم تتأثر باللهجات الأردنية كثيرا كونها بعيدة وكانت تابعة للواء المدينة المنورة..
في العهد الملكي
استمرت الحال على ما هي عليه ولكن مع تزايد نسبة المتحدثين بالآل يعني اللهجة المدنية بسبب تزايد اعداد الشركس والشيشان والأتراك الذين لم يغادروا البلاد، إضافة إلى هجرة عدد متزايد من الشوام والنابلسين والخلايلة إلى الأردن، وما يميز فترة العشرينيات هي هجرة عائلات كبيرة من جبل الدروز إلى الأردن ما أوجد لأول مرة اللهجة الدرزية في الأردن.. في هذه المرحلة سيطر رجال القبائل البدوية على مفاصل الحكم من الجيش وغيره من مؤسسات الدولة، ما دفع بكثير من اهالي المدن والقرى والأرياف إلى محاولة تقليد اللهجة البدوية فاختفت بشكل كلي اللهجة المدنية من معان والكرك وبقية بشكل قليل جداواربد/ وتكاثر تواجدها في عمان حيث استقبلت اعدادا جديدة من المتحدثين بهذه اللهجة من نابلس والشام والخليل ويافا، في حين تقاربت اللهجات الريفية والفلاحية مع البدوية واقتبست منها مصلحات واساليب حديث كثيرة
حرب فلسطين وهجرة الفلسطينيين
في هذه المرحلة دخلت اللهجة الفلاحية الفلسطينية المميزة بالكاف وبعض المصطلحات إلى المجتمع الأردني وأصبحت هي اللهجة الغالبة ولكن ظهرت إلى العيان لهجة بين اللهجتين، هي أقرب ما تكون إلى اللهجات التي يتحدث بها اهالي مدينة معان والشوبك واهالي مدينة غزة وقراها، بمعنى انها لهجة مشتركة ليست قاسية كاللهجة البدوية، وليس فيها لحنا وقلبا للأحرف كما في اللهجات المدنية والفلاحية الفلسطينية..
عقب حرب فلسطين الثانية وحرب الخليج
ازداد عدد المهاجرين الفلسطينيين إلى الأردن، وجلب المهاجرون من الخليج لهجات ومصطلحات تعلموا أثناء عملهم في تلك البلاد، فامتزجت في اللهجة الأردنية وتقولبت معها، كما حافظت المخيمات الفلسطينية على لهجات القرى الفلسطينية الأصلية رغم ميول الشباب توحيد لهجة كل مخيم عبر الاختلاط ونخلص القول إلى ما يلي يوجد في الأردن عدة لهجات هي:
اللهجة الإربداوية
اللهجة الإربداوية الفلاحية(موجودة في قرى اربد) ولها امتداد في حوران ومناطق الشمال الأردني ككل وتمتاز بالتضخيم .
اللهجة المدنية
وهي التي يتحدث بها أهالي مدينة عمان الأصليون، إضافة إلى سكان عمان من الشوام والشركس والنابلسية والخليلية واليافاوية والحيفاوية والمقادسة، وغيرهم وأصبحت لعمان الغربية لهجة تميزها وهي اللهجة المدنية المختلطة بين جميع هذه اللهجات.. كما يتحدث اللهجة المدنية سكان مدن مثل السلط والزرقاء بالذات الأحياء الجديدة فيها، والسكان الأصليين للمدينة اربد والعقبة..
اللهجة الكركية
وهي مختلطة بين البدوية وبين اللهجة الكركية الأصلية ويرجع ذلك لقرب القبائل البدوية من الكرك وكثرة اختلاطهم بها
اللهجة الطفيلية
قريبة إلى اللهجة الكركية واللهجه البدويه الأصيلة لكنها تمتاز بالضخامة ونغمة الصوت المميزة.
لهجات منطقة معان
هناك ثلاث لهجات فيها لهجة اهالي القصبة(معان المدينة) والشوبك ووادي موسى.. وتتقارب لهجة المعانية والشوبكية كثيرا على رغم رقة اللهجة المعانية وخاصة معان الشامية مقارنة بالشوبكية في حين تتمايز لهجة أهالي وادي موسى بالميل إلى البداوة واستخدام مصطلحاتها واساليبها، وتعتبر لهجة غزة وقراها مماثلة تماما للهجة أهالي معان والشوبك، واهالي معان والشوبك لا يقلبون أي حرف من العربية إلى حرف آخر باستثناء القاف إلى جيم مصرية رغم أنتشار استخدام القاف الأصلية بكثرة.
اللهجة البدوية
تمتاز بعدم استخدام حرف الياء في المضارع واسنخدام كلمة ودي بدل من بدي وأدي، وفتح ما قبل الاخر، والتشاف ونغمة الصوت القوية، وعدم استخدام حرف الشين للنفي وهو المنتشر عند غيرهم من الأردنيين بعرفش بشوفش، وغيرها.
اللهجة البدوية السبعاوية
وهي لهجة بدو قبائل بئر السبع الفلسطينية (النقب) وتمتاز بصعوبتها واصالتها وقوتها وقدمها. ذلك أن صحراء النقب عانت من العزلة والإهمال خلال الحكم العثماني فانطوى أهلها على نفسهم وحفظوا لهجتهم وتمسكوا بها. في هذه اللهجة يعطى الحرف حقه كاملا وأحيانا أكثر من حقه مثل ياء النسبة في "لي" تقال "ليييي" كما يلفظ ال"ض" "ظ" وتشديد الحروف بشكل عام والياء بشكل خاص وكذلك تشديد بعض الأسماء وخاصة المكونة من ثلاثة حروف مثل حسن اوعلي أو كلمة عنب فيقال: اعنٌب علِي حسَن واستخدام مصطلحات لايستطيع معرفتها غيرهم أو من عاش معهم وخالطهم لفترة من الزمن مثل كلمة طمش وتعني الشبه أو التشابه في الشكل بين الناس ويتم في لهجتهم تشديد الياء في بعض الكلمات مثل الجيش تلفظ الجيييش الزيت تلفظ زيييت البيت تلفظ بيييت وكلمة (جرس الشي) بتشديد الراء مع الفتح وهي وسخ الشي ولم يعد نظيفا ويقال لديهم بدل كلمة اذهب : عقد بتشديد القاف ولديهم حرف الإشارة هذه يلفظ :هيذي وكلمة كذا أو كذلك تلفظ : كيذي بتشديد حرف الذال كلمة اريد يستخدم بدلا منها : وديييي بتشديد الياء وياء الملكية تلفظ كالاتي : كتابي تلفظ كتابييي وينادى الاباء لدى السبعاوية بكلمة يباه بدلا من ابي أو أبوي ولدى مخاطبة الانثي يكون اللفظ بدل كلمة لك : ليكي بتشديد الياء وعند مخاطبة عن مايخصها مثلا كلمة عيون(جمع عين) تلفض : عيونكي ليس كما لدى بعض اللهجات التي تلفظها عيونك أو عيونش أو عيونس وتمتاز بالقدرة على إيصال الفكرة بأقل الألفاظ وذلك لما فرضته حياة العزلة عليهم من قلة مخالطة الناس وجزالة اللفظ وضخامته كما تحتوي كثير من الكلمات الفصيحة القديمة شبه المنقرضة لدى الاخريين من البدو والعرب هذه اللهجة ليست موحدة بين قبائل بئر السبع فهناك اختلافات بين لهجات قبيلة التياها والجبارات والحناجرة من جانب وقبيلة الترابين البقوم والعزازمة من جانب أخر كما تختلف اللهجة بين عشائر نفس القبيلة لكن أي بدوي من النقب يستطيع فهمها ويستطيع يكيف لهجته مع أي لهجة بدوية أخرى حتى لهجات الخليج ويمكنه استنتاج معاني المصطلحات الغريبة عنه بسهولة ومعرفتها. يذكر أن لهجة بدو بئر السبع في الأردن وغزة دخل عليها تغييرات لتقليل صعوبتها على الاخرين وتقترب من أفهام الشعب الفلسطيني والشعب الأردني لكن من بقي في صحراء النقب وأيضا بدو سيناء حافظوا على لهجتهم القديمة يمكن ملاحظة لهجة بئر السبع عند قبائل بئر السبع المنتشرة جنوب الأردن وتجمعات "السبعاوية" التي يكثرون فيها مثل جنوب عمان خريبة السوق سحاب والموقر وزيزيا وكذلك المحافظات الأخرى المفرق الزرقاء الضليل مادبا الكرك الاغوار العقبة معان أو بسبب سياسة الحكومة تجاه اللاجئين كمخيم غزة في جرش ولكل لهجة عد للارقام يختلف عن الاخرين مثلا:1234567890 للانجليز وللعرب واحد اثنين ثلاثة اربعة....الخ اما للعرب في اللهجة البدوية فانها : حد ويعني 1 اثنيد ويعني 2 اثليث ويعني 3 اربوع ويعني 4 صاع ويعني 5....الخ