أن يراعي الهمّوالخواطر والإرادات والعزائم التي في نفسه ، فالنفس لها إرادة وعزيمة وهم،تهم بالشيء، فمن أصدق الأسماء الحارث وهمّام ، لأن النفس تهمّ وتحرث، فلهاهمّ وعمل، فإذاً يبدأ بالمحاسبة على ما همّ به وما أراده وما خطر بباله،فالمحاسبة تبدأ من مرحلة الخواطر والإرادات والعزائم ، وهذه محاسبة قبلالعمل، فيفكّر في إرادة العمل هذا هل هي في مصلحته ؟ فإن كان نعم أقدمعليه، وإن كان ليس في مصلحته تركه..
ولذلك يقول الحسن رحمه الله : [ رحم الله عبداً وقف عند همّه يحاسب فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر ولم يعمل
هذا النوع من المحاسبةمهم جداً في إيقاع الأعمال على الإخلاص، بدون المحاسبة هذه تقع الأعمالبغير الإخلاص فيهلك الإنسان وهو يعمل (( عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ(3) تَصْلَىنَاراً حَامِيَةً (4))) سورة الغاشية : 3-4 ، فما استفاد من العمل شيء معأن ظاهره أعمال صالحة لكن لأنها ليست لله.
وكذلك ينظر ثانياً إذاتحركت نفسه لعمل من الأعمال وقف، هل هذا العمل مقدور عليه أو غير مقدور،فإن كان غير مقدور تركه حتى لا يضيع الوقت، وإن كان مقدوراً عليه وقف وقفةأخرى ونظر هل فعله خير من تركه أو تركه خير من فعله، فإن كان فعله خير منتركه عمله وإن كان تركه خيراً من فعله ..،وإذا كان فعله فيه مصلحة. هلسيفعله الآن والباعث عليه الله وإرادة وجهه أو الباعث عليه أمر آخر (جاهالمخلوق وثنائهم ومالهم).
وهذه المحاسبة مهمةجداً في وقاية النفس من الشرك الخفي، الأول يقيها من الشرك الأكبر والأصغرويقيها أيضاً من الشرك الخفي، ولئلا تعتاد النفس الشرك وتقع في مهاويالرياء، لذلك فإن هناك أربع مقامات يحتاج إليها العبد في محاسبة نفسه قبل
العمل
هل هو مقدور عليه.
هل فعله خير من تركه.
هل هو يفعله لله.
ماهو العون له عليه.
والاستعانة طبعاً بالله (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)) سورة الفاتحة
محاسبة النفس بعد العمل
وهو على ثلاثة أنواع
أولاً:محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله، مثل تفويت خشوع في الصلاة وخرقالصيام ببعض المعاصي أو فسوق وجدال في الحج، كيف أوقع العبادة؟هل علىالوجه الذي ينبغي؟هل وافق السنة؟هل نقص منها؟
حق الله في الطاعة ستة أمور
الإخلاص في العمل
النصيحة لله فيه
متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
أن يحسن فيه ويتقن فيه
أن يشهد منّة الله عليه فيه أنه جاء توفيق من الله وتيسير للعمل الصالح وإعانة منه
أن يشهد تقصيره بعد العمل الصالح ، وأنك مهما عملت لله فأنت مقصر
الإخلاص في العمل
النصيحة لله فيه
متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
أن يحسن فيه ويتقن فيه
أن يشهد منّة الله عليه فيه أنه جاء توفيق من الله وتيسير للعمل الصالح وإعانة منه
أن يشهد تقصيره بعد العمل الصالح ، وأنك مهما عملت لله فأنت مقصر
ثانياً: محاسبة على عملكان تركه خير من فعله، وهذا يمكن أن يكون للمعاصي، أو اشتغال بمفضول ففاتهالفاضل، مثل أن يشتغل بقيام الليل فتفوته صلاة الفجر، أو يشتغل بأذكاروغيرها أفضل منها، كما قال صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين: [ لقد قلتبعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وُزِنَت بما قلتِ لوزنتهن: سبحان الله عددخلقه،سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته].
ثالثاً: محاسبة على أم[size=16]رمعتاد مباح لمَ فعله؟ هل أراد به الله أم الدار الآخرة؟أم فاته الربحوعمله عادة؟، فتحاسب نفسك على الأمور المباحة والعادات، هل كان لك فيهانية صالحة أو ذهبت عليك؟[/size]
فالمحاسبةتولد عنده أرباح مهمة يحتاجها يوم الحساب، لأن النبي صلى الله عليه وسلمأخبر: [ أن الذي ينفق نفقة على أهله يحتسبها تكون له صدقة]، وأراد لفتالنظر إلى أن ما ينفقه الناس على أهلهم بالعادة إذا كان فيه نية حسنة فليسخارجاً عن الصدقة بل داخل فيها وأجرها، حتى يتشجع الناس للإنفاق علىأهليهم ولا يبخلوا على أولادهم ، بل يحتسبون الأجر بدون إسراف ولا تقتير.
من أين نبدأ في محاسبة النفس؟
قال ابن القيم رحمهالله – مختصر كلامه- : أن يبدأ بالفرائض فإذا رأى فيها نقص تداركه ثمالمناهي "المحرمات" فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبةوالاستغفار والحسنات الماحية ثم يحاسب نفسه على الغفلة عما خُلِق له، فإنرأى أنه غفل عما خُلِق له فليتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله ويحاسبنفسه على كلمات الجوارح من كلام اللسان ومشي الرجلين وبطش اليدين ونظرالعينين وسماع الأذنين ماذا أردتُ بهذا ولمن فعلته وعلى أي وجه فعلته؟
السُبُل العملية.. التفكير في المجالات أين يتجه الإنسان عند المحاسبة..
|